كان هناك سائح
قصَّةَ سائح كان يتجوّل في أحد البلاد، فبينما هو يمشي إذ بحفرة قد وقع فيها رجلٌ يعملُ صائغًا، ومعه نمر وقرد وأفعى وببر، وهو النمر، فقال السائح إنّه سيخرج الرجل من الحفرة فهذا سيكون من أنفع الأعمال للآخرة، فرمى الحبل فخرج بوساطته القرد أوَّلًا، ثمّ الحيّة ثمّ النمر، وعندما صاروا في الأعلى شكروه على صنيعه وأوصوه بألّا يُخرجَ الصائغ لأنّه ناكر للجميل، وقالوا له إنّهم يعيشون قرب مدينة يقال لها نوادرخت.
أخبروه كذلك أنّه إن احتاج أيّ شيء فإنّهم لن يتوانَوا عن مساعدته، ولكنّ الرجل لم يستطع ترك الصائغ في الحفرة وأشفقَ عليه فأخرَجَه منها، فشكره وقال له إنّه كذلك يعيش في تلك المدينة، وأنّ السائح إن احتاج أيّ شيء في تلك المدينة فإنّ الصائغ سيكون في خدمته، ومضى كلّ منهم إلى شأنه، واتَّفَقَ أنّ السائح قد صارت له رحلة إلى تلك المدينة.
وحينما صار على أبوابها التقى بالقرد، فأحضر له بعض الفاكهة وأحسَنَ إليه، ومضى بعد قليل فلمّا دنا من أبواب المدينة إذا به يلتقي النمر، فأراد النمر أن يهديه شيئًا فذهب إلى القصر،هناك في القصر قتل النمر ابنة الملك وأخذ حليها الذهبية، وأحضره للسائح من دون أن يخبره من أين حصل عليه، عندها فرح السائح ودخل المدينة، فخطړ له أن يزور الصائغ ليكرمه عندما رأى كرم الحيوانات، وعندما وصل إلى بيت الصائغ سلّم عليه ورأى الصائغ الحلي فعرفها لأنّه هو من صنعها لابنة الملك.
فأخبرَ السائح أن ينتظره في البيت ليجلب له طعامًا من السوق، وذهب إلى الجند وأخبرهم أنّه أمسَكَ بقاټل الأميرة، وجاء الجنود وألقَوا القبض على السائح وصلبوه وطافوا به في الشوارع الصائغ مقرَّبًا من الملك.
رأت الحية ما صار إليه السائح هبت ولدغت ابن الملك، ثمّ جاءت إلى السائح ووبخته لإخراجه الصائغ من الحفرة، وأعطَته أوراقًا قالت له إنّ ابن الملك سيُشفى إن سُقي منها، وكانت قبل ذلك ذهبت إلى ابن الملك وقالت له إنّ الذي سيشفيك هو السائح الذي سجنتموه ظلمًا، فروى ابن الملك لوالده ما رآه.
ثم طلب السائح وأعطى الملك الأوراق وسقَوها لابن الملك فشُفي، وروى السائح الحقيقة للملك فأمر بأن يُصلب الصائغ ويُطاف به في شوارع المدينة جزاء كذبه ونكرانه للجميل.