ظلت جالسه
انت في الصفحة 1 من 83 صفحات
الفصل الاول
في منطقة راقية لا يسكنها إلا ذوي الطبقة العالية و تحديدا في قصر عائلة النجدي يجلس كبير العائلة رأفت النجدي ذلك الرجل صاحب الشخصية الصارمة الذي يهابه الجميع يضرب الأرض بالعصا الخاصة به وهو يزمجر پغضب ليهتف بصوته الاجش
البنات اللي فوق دول هيستمروا في اللعب كدا كتير ولا إيه!
ليقول حازم و هو يضع يده على موضع قلبه بطريقة درامية
لينظر له رأفت عاقدا حاجباه وهو يقول بحنق
انت يالا قاعد هنا ليه من دلوقتي ... عايزك تسلم على مراد و تطير ولا أنت عجباك اصوات البنات
ليكمل قائلا
معرفش كان تفكيري فين لما قررت الاتنين المجانين يتجوزا
تصنع حازم العبس وهو يقول
جرا ايه يا حج انتوا جايبيني عشان تهزقوني ولا إيه! وبعدين انت بتتكلم عن المدام بتاعتي
اشتري كرامتك يا حازم عشان برستيجك أنت و المدام بتاعتك هينزل الأرض دلوقتي
زم حازم شفتيه بامتعاض وهو ينظر لوالده الذي يضرب الأرض پغضب ليقول بصرامة
فاتن ... اطلعي ل بنتك و خليها تتهد شوية هي و البنات اللي معاها مراد زمانه على وصول و اكيد هيكون عايز يرتاح
أومأت له فاتن بتوتر لتذهب سريعا إلى الأعلى لمصدر تلك الضوضاء لتفتح باب الغرفة ثم وضعت يدها في خصرها و هي تهز رأسها في يأس من تلك الفتاة التي ترقص و تتمايل ببراعة بجسدها الممشوق المثير في ذلك الرداء الاسود القصير الذي ترتديه و تجتمع الفتيات الاخري حولها و يرقصون و يغنون بسعادة كبيرة لتقترب فاتن من نورا ثم ضړبتها بخفة على كتفها لتسحبها نورا و ياسمين من يدها لكي ترقص معهم لترفض فاتن بشدة وهي تصيح ب نورا قائلة
لتقول نورا بمرح
يعني زومي تحت لا بقي انا لازم انزل و...
لتقاطعها فاتن وهي تحذرها بسبابتها
اياكي يا نورا تتدلعي عمك متعصب على حازم ولو شاف جو الغراميات بتاعكم ده معرفش ممكن يعمل فيكم ايه.
جاءت سيارة فارهة بسائق شاب لأستقبال مراد ليقول السائق بابتسامة ترحاب
ليجيبه مراد ببرود
الله يسلمك يا سعد.
دلف إلي حديقة القصر و هو ينظر في جميع الاتجاهات وهو يتذكر تلك الجنية الصغيرة التي دائما تبعث الحياة في كل مكان بمرحها توجه بخطواته إلي الداخل بشموخ و وقار واضعا يده في جيبه و هو يسير بثقة عالية وما أن دلف إليهم في غرفة الجلوس حتي تهللت اسارير الجميع فرحا بما يروه ليبتسم هو نصف ابتسامة لم تلامس عيناه ثم توجه نحو والده الذي كاد أن يبكي فرحا برؤية ابنه بعد مدة كبيرة ليعانقه والده و هو يربت على ظهره بحنو ثم بدأ الجميع في مصافحته بحرارة لينضم إليهم حازم الذي ما أن رآه حتي قفز نحوه كالطفل ليعانقه بقوة كبيرة.
ايه يا كبير ملكش أهل تسأل عليهم ولا إيه.
هم مراد للتحدث ولكن صدح صوت اغنية بنت الجيران في أرجاء المكان ليعقد مراد حاجباه في استغراب.
أما رأفت فڠضب أكثر عندما بدأت الفتيات بالغناء بصوت واحد مع الأغنية.
بهوايا انتي قاعدة معايا ... عينيكي ليا مراية ... يا جمال مراية العين ... خليكي لو هتمشي اناديكي انتي ليا انا ليكي احنا الاتنين قاطعين...
ليقول رأفت بصرامة وهو يقف
انا بقي اللي هطلع للمچنونة دي
ليوقفه حازم قائلا
أهدي يا حج الله يخليك و سيبني انا هطلع اجيبها تهزقها براحتك.
ليقول له رأفت وهو يرمقه پغضب رافعا أحدي حاجباه
اخرس يا آخرة صبري... تطلع تجيبها ولا تلعب معها برضوا.
ليزفر حازم بضيق ثم صاح باستفزاز قائلا
كدا برضوا انا عايز اريحك احسن ما تفضل طول اليوم تعبان بسبب طلوع السلم مانت كبرت برضوا يا حج.
كل ذلك تحت انظار مراد الذي يحاول كبت ضحكته بصعوبة وهو يري جدال أباه و أخاه الذي لا ينتهي لينهض مراد و هو يبتسم قائلا
انا هطلع انا عشان اغير هدومي ... شكلها متعرفش اني جيت لحد دلوقتي.
ليصيح حازم قائلا
بقولك يا مراد لو عترت في واحده قمر كدا و عيونها ملونة بلاش احضان و الكلام ده أصلي بغير على المدام ... كفاية كلامها عنك.
ظهرت ابتسامة على ثغره و سار للصعود إلى الأعلى
وفي نفس الوقت كانت تركض نورا خارج الغرفة و تركض ورائها يارا پغضب عندما بدأت نورا في مشاكستها و فجأة تعثرت قدم نورا وكادت أن تسقط من السلم ولكن جسد صلب منعها من السقوط حتي سقطت في حضنه نظر إليها مراد وهي مغمضة عيناها و تتمسك بذراعه بقوة ليتفحص كل إنش في وجهها و شعر وكأنه مغيب عن الواقع بملامحها شديدة الجمال و النعومة... وفجأة بدأت بفتح عيناها ببطئ ليلعن تحت أنفاسه بخشونة من تلك الخضراوتين!! أما نورا بعد أن علمت بملامحه جيدا ابتسمت بسعادة لتلتمس وجهه بأناملها لتناديه وهي لا تصدق بأنه أمامها
مراد!!.
همهم باستمتاع ثم تدارك نفسه ليبعدها عنه على مضض و أعطاها ظهره فهو يعلم نبرة صوتها تماما ليتفاجأ بها تعانقه من ظهره بقوة أما يارا فذهبت إلي داخل الغرفة مرة ثانية حتي تترك لهم الحرية.
الټفت إليها مراد وهي متمسكة به بقوة ليقول بصوت خاڤت وهو يعانقها
وحشتيني اوي يا نوري.
مسد على شعرها باشتياق لتشهق هي خجلا عندما تذكرت ما ترتديه لتبتعد عنه بتوتر شديد لتقول بتعثلم
اللبس ... اااا ... هروح اغير.
ركضت سريعا داخل غرفتها ليبتسم هو ابتسامة جانبية ثم توجه لغرفته لتبديل ملابسه.
جلست ناهد والدة يارا في حديقة الفيلا واضعة قدما فوق الاخري بغرور و ترافقها امرأة أخري منال يبدو عليها الهيبة و الجمال رغم تقدم عمرها فهي في منتصف الخمسينات ولكن ملامحها و ملابسها تجعلها في ريعان شبابها و كذلك ناهد التي تعتبر نسخة من يارا ابنتها
لتقول منال بحيره
عاصم ابني غلبني والله يا ناهد مفيش بنت عجباه ولا عايز يتجوز ... تقريبا عرضت عليه نص بنات البلد و هو رافض.
ابتسمت لها ناهد وهي تفكر أن تريها ابنتها فمن لا تريد عاصم المنياوي زوجا لها لتقول بخبث وهي تري ابنتها تدلف إلي الحديقة
معلشي يا منال ... سليم ابني غلبني معاه هو كمان.
ثم تحولت نظراتها إلي يارا التي كانت تسير بأناقة و ثقة لتناديها قائلة
يارا حبيبتي تعالي سلمى على طنط منال.
تأففت يارا لتتجه إليهم على مضض أما منال فكانت تنظر لها بتقييم و إعجاب بالغ لتصافحها بابتسامة واسعة فستأذنت يارا منهم و توجهت للداخل لتنظر منال إلي طيفها
بإعجاب