صاحبي كان شغال
صاحبي كان شغال في السعودية عشر سنين ونزل البلد بعد شوق ولهفة وقرر يقيم جنب أمه هو وولاده وزوجته.
معملش أي حاجة غير إنه حابب يقضي الوقت اللي فاضل من عمر مامته وهو معاها، وبما إنه كان غايب عن البلد بقاله كتير مكنش يعرف حاجة عن الساحر اللي مشهور في المكان، أول ما عرف إن صاحبي رجع ومعاه فلوس فضل وراه لحد ما خرصه!!
خلاه مبيتكلمش، وكان سبق وعمل كدا مع كذا حد عشان يروحوا عنده ويفك ليهم ويدفعوله فلوس، تحس إن قلبه مفعم بالشړ والحقــد وكأنه عاوز يملك الدنيا كلها عشان يحوشها لإبنه، صاحبي لف على الدكاترة كلها، روحتله زيارة في يوم وقولتله وحكيتله عن الراجل ده، جاب مشايخ كتير وكان كل ما يبدأ يتكلم يرجع تاني!
مكنش قدامه حل غير إنه يروح للسا.حر ده وأنا روحت معاه، وإحنا قاعدين فجأة دخل مجموعة من الناس لبسهم كان « جلابية وعِمَّة »
أول ما دخلوا عليه وشه اتغير كأنه يعرفهم كويس، شوية وبدأ صوتهم يعلى بصيت لصاحبي وقولتله:
- يلا بينا شكلهم مش مريح يا سعد.
قعد ورفض يقوم وشاورلي بإيده إني أقعد وأستنى، كان ابن السا.حر قاعد وكان ابنه الوحيد وأعز ما يملك، يمكن الولد ده نقطة ضعفه لإنه جابه بعد ٦ سنين جواز شوية والسا.حر قالنا نمشي.
جينا نقوم الناس شدونا من إيدينا وقالوا خليكم قاعدين، وهما بيتكلموا لاحظوا إن سعد أخرص مبيتكلمش، واحد منهم ضحك بسخرية وقال: حتى أنت كمان دوقت أذيته!
بصله وهز راسه وسكت، كمل الراجل كلامه:
« يبقى لازم تشوف اللي هيحصل »
شوية والناس دي قالت تعاو.يذ غريبة، والساحر مش فاهم هيحصل إيه، شوية وابنه جه ينادي عليه معرفش، مفيش صوت طالع منه، والناس اللي واقفة قعدت تضحك، عايشين في الموقف كأننا في فيلم مش حقيقة، لاقيت السا.حر بيقول لإبنه:
« أنت مبتتكلمش ليه؟ رد عليا؟ »
والولد ساكت، مفيش كلام، الناس مشت، والراجل قاعد يعيط، سيبناه ومشينا في ذهول تام، حاول كتير يخلي ابنه يتكلم معرفش، لف بيه وصرف كل فلوسه عليه وفضل زي ما هو، عاش وماټ وهو أخرص مبيتكلمش!
ساعتها السا.حر ده تاب، وفك لسعد ورجع يتكلم، وبقى بيصلي، حياته اتبدلت من حد معاه كل حاجة، لشخص فقير اتسبب في حزن ابنه العمر كله، وكان كل ما حد يقوله ابنك ماله يقولهم:
" ولا يظلم ربك أحدا "
طباخ السم لازم هيدوقه مهما مر الزمن ♥
الســحر لابد ينقلب على الساحر متقلقش حقك بيترد أضعاف♥!
#واقعية.. تمت
