يحكي ان حطاب
الله أني لم أجلدك على الكذب والتحيل ثم إن ما فعلته بجارك لا يروق لي هيا إبتعد أيها الحقېر رجع الرجل إلى داره وهو لا يطيق نفسه من الخجل وندم على طمعه ولما رأته زوجته عاتبته وقالت لقد كان تدبيرك سيئا فمن يأخذ الفضة سيصل عاجلا أو آجلا إلى المكيال المرة القادمة أترك الأمر لي فجارك وراءه كثير من الأسرار ولن يبطئ علينا كثيرا حتى يجيئنا بحكاية جديدة وسأكون أنا في إنتظاره أما الحطاب فباع الحمير والصناديق وبعد مدة لم يعد له شيئ ليأكل فرجع إلى الغابة وإختار شجرة كبيرة ولما رفع الفأس جاءه الشيخ وقد إحمرت عيناه من الڠضب وقال ويحك ألم يكفيك المكيال حتى رجعت إلينا لتقلق راحتنا لا بد من عقابك لكن الحطاب أجهش بالبكاء وقص عليه ما حدث فربت الشيخ على كتفيه وقال إمرأتك تحبك ولقد أحسنت صنعا هذه المرة سأعطيك شيئا لا يلفت الإنتباه ولن تحتاج إلى جرار وصناديق ومد إليه صحفة من الخشب وقال ضعها في حديقتك وفي الصباح لما تسقط فيه قطرات الندى ستتحول إلى قطع من الألماس إسمع جيدا إنها المرة الأخيرة التي أعطيك فيها شيئا ترتزق منه بعد ذلك عليك بتدبير حالك بعيدا عني هل فهمت طأطئ الحطاب رأسه وقال المرة القادمة سأبيع داري وأبتعد عن هذه القرية فلا خير في مجاورة شخص لئيم مثل جاري ثم رجع وقص على إمرأته ما حدث وفي الصباح وجدا ثلاثة قطع من الماس لا مثيل في جمالهم فأخذ الحطاب واحدة وباعها لأحد كبار الصاغة ورجع بمال كثير ورغم حرص الحطاب على أن لا تظهر عليه النعمة إلا أن زوجة الجار أحست بفراستها تغير شيئ ما عند عائلة الحطاب وأن لديهم ما يخفونه وأخذت تلح على زوجها ليعرف السر سمع الملك بهذه الماسات الكبيرة التي ظهرت في السوق وحاول أن يعرف مصدرها لكن الحطاب كان حذرا وكان يبيعها كل مرة في مدينة ويدفن المال ورغم محاولة جاره إلا أنه لم يفلح في معرفة السر وذات ليلة جاء ضيوف للحطاب وسهر كثيرا ولم يستيقظ إلا متأخرا في تلك الأثناء مر غراب ورأى الجواهر في الصحفة فسرق واحدة وطار بها كانت إمرأة الجار تطل من النافذة وشاهدت ما حدث فإتبعت الطائر إلى عشه ولما أدخلت يدها وجدت الماسة فشهقت وقالت جاري له كنز من الألماس وأنا لا أعلم !!! لكن من أين جاءه كل ذلك وحين رجعت لم تجد أحدا في الحديقة فصعدت إلى السطح وجالت بعينيها ولم تفهم من أين إلتقط ذلك الغراب الماسة فجأة رأت ركب الملك يتوقف أمام دار الحطاب فقالت تبا !!! لقد سبقنا الملك ولما سأل الحطاب عن الألماس أنكر أن يكون له علم بذلك فهو رجل فقير يكسب عيشه من قطع الحطب فتش الحرس البيت ولم يجدوا شيئا سوى صرة صغيرة من الدراهم ولم ينتبه أحد للصحفة القديمة قال الملك في نفسه من المؤكد أن جواسيسي يقصدون شخصا آخرولما هم بالإنصراف جاءته المرأة وقالت إذا كنت تبحث عن الألماس تلقاه عند الحطاب وهو يخفيه في الغابة!!! فسألها ومن يضمن أنك تقولين الحقيقة فأخرجت الماسة من جيبها وردت لقد وجدتها في الغابة أخرج رجال الملك الحطاب المسكين وإمرأته وأولاده وأخذوهم إلى الغابة وهددوه بأنه إذا لم يدلهم على مكان الألماس فإنه سيرميهم في سجن مظلم ولن يروا النور بعد ذلك فبكت زوجته وقصت على الملك كل ما وقع لها بسبب الجان الشاة التي تعطي السمن واللبن والمكيال الذي يحول الحصى إلى فضة والندى الذي يصبح ألماس في صحفة الخشب وأن جيرانها هم من تحيلوا عليه لتبقى الدار دون حراسة ويحصلوا على الصحفة المسحورة كان الملك يسمع ويتعجب ثم سألها وأين الشاة والمكيال الآن أجابته الشاة سرقها الجار أما المكيال عند الوالي !!! قال لها سأرسل رجالي للبحث في منزل جيرانكم فإذا كان كلامك صحيحا أطلقتكم والويل لك إن حاولت خداعي يا امرأة !!!أما الجارة فلما وجدت دار الحطاب فارغة دخلت وفتشت أين رأت الغراب وفي الأخير وجدت الصحفة وفيها ثلاثة ماسات كبيرة