ظلت جالسه
يهز رأسه بعدم تصديق لينقض على الطبيب ثم أمسكه من تلابيب ملابسه وهو ېصرخ
أنت بتقول ايه انت اكيد اټجننت !!
بينما صړخ الجميع فزعا ليقول الطبيب پخوف و توتر
أنا آسف بس دا قدره وهو للأسف سحب جرعة هيروين زايدة و مقدرش يستحمل.
وضع رأفت يده على قلبه وهو على وشك الإنهيار لتسنده أسما وهي تنتحب لتقول فاتن وسط بكائها
أجابها باختصار
المدام لسه في أوضة العمليات بيحاولوا يوقفوا الڼزيف ياما هنخسر الجنين.
شعر مراد وكأن الشتاء جاء ببروده ليبعث الرجفة في قلبه خوفا عليها...!
وبعد قليل خرج إليهم الطبيب مطمئنا إياهم
الحمد لله حالتها استقرت هي و الجنين الڼزيف اللي حصل بسبب حالتها النفسية و هي تقدر تخرج من المستشفي انهارده..
................................................................
وفي صباح يوم جديد..
انتهوا من تشييع جثمان حازم و أخذوا العزاء..
بينما يتردد صوت القرآن الكريم عاليا في أرجاء المكان بينما تجلس الكثير من السيدات متشحات بالسواد يتهامسون وهم ينظرون لتلك التي تجلس ببرود وكأن شيء لم يكن بل و تبتسم غير مبالية بأي شيء يحدث حولها بداخلها تتراقص فرحا بمۏت ذلك المړيض ثواني واڼفجرت في وصلة ضحك لا نهاية لها حتي شعرت بأنسحاب أنفاسها من كثرة الضحك لتضع يدها على صدرها بعد ان شعرت بالألم قاطعتها فاتن زاجرا إياها
لتقول نورا وهي تحاول كبت ضحكتها
أساسا القعدة هنا مملة وانا عايزة اطلع.
نهضت وهي ترمق الجميع بنظرات ساخطة و باردة لتسحبها يارا ثم دفعتها بخفة للصعود إلي الأعلى لتقول يارا بحزن
على حالة صديقتها بعد أن دلفت بها إلي الغرفة
ممكن أعرف هتفضلي على الحالة دي لحد امتا ... ارجوكي خرجي كل اللي جواكي عيطي اعملي اي حاجة بس بلاش اللي انتي بتعمليه ده.
يا بنتي انا كويسة والله وبالعكس كمان انا حاسة براحة نفسية رهيبة لما الحيوان ده ماټ.
عقدت يارا حاجباها وهي تقول باستنكار
حيوان و ارتحتي! نورا انا عايزة اعرف ايه اللي حصل في الشهور اللي فاتت دي حاولت اتواصل معاكي و جيت عندك كتير اوي بس ربنا يسامحه بقي كان بيطردني.
ابتسمت نورا قائلة بتهكم
اڼفجرت بالبكاء المرير عندما توجهت نحو المرآة ونظرت إلي وجهها الذي امتلئ بالعديد من الكدمات وشفتاها المتورمة لتهتف بصوت متحشرج
شايفة اللي في وشي ده أقل حاجة عملها معايا انتي مش متخيلة العڈاب اللي انا شفته على ايده! ... عمري ما هسامحه و هفضل بكرهه طول حياتي.
كفاية لحد كدا ... منه لله جسمي متكسر و مش حاسة بنفسي ... انا جوايا حاسة بكسرة من كل اللي حوليا كنت مستنية حد ينقذني منه كنت مستنية حد يطمني و يبعد عني الخۏف بس ما شاء الله كلهم زي بعض.
جذبتها يارا لأحضانها و تحولت معالم وجهها للحزن و الأسي على صديقتها
وليه مش تدي لنفسك فرصة تانية عشان تقدري تواجهي الكل ... متخليش اللي هو عمله فيكي حافز عشان تفشلي في المستقبل..
ثم أكملت بمرح حتي تخرجها من دوامة حزنها
ايه الكلام اللي بقوله ده انتي أصلا طول عمرك فاشلة ... فاكرة يا بت لما جبتي في أولى ثانوي ٥ من ٢٠ في الكيميا كان شكلك تحفة و المستر بيهزقك.
قهقهت نورا وهي تقول
على أساس أنك كنتي متفوقة اوي بسلامتك طب أنا على الأقل جبت خمسة من عشرين وانتي جبتي تلاتة ونص...!
تصنعت يارا العبوس لتقول وهي ټضرب نورا بخفة
طول عمرك بكاشة كنت أسألك ذاكرتي تقولي لأ و تجيبي دراجات أعلى مني برضوا ... اجهزي بقا عشان احنا خلاص هنكون آخر سنة بس اولدي الأول وانتي شبه البطيخة كدا.
كالعادة اندمجت نورا بالحديث مع يارا الذي يخرجها من دوامة الحزن.
وفي الأسفل.
بدأت ملامح الجميع تتحول إلى الصدمة عندما استمعوا إلى صوت الأغاني و الرقص في الأعلى وفي نفس الوقت كان يسير مراد إلي داخل القصر بتعب و إرهاق ليتفاجأ بالجميع يتهامسون عن مصدر تلك الضوضاء ليرفع أحدي حاجباه بعصبية ثم اقتربت منه فاتن قائلة بتوتر
معلشي يا مراد بلاش عصبية و اطلع كلمها بهدوء.
زفرت ديما وهي تقول بضيق بعد أن انضمت إليهم
مش معقولة تكون دي تصرفات واحدة عاقلة اكيد اټجنن..
صمتت من تلقاء نفسها عندما وجدت مراد ينظر لها نظرة أخرستها لتبتلع ريقها بارتباك ... أما هو فصعد إلى الأعلى پغضب ليطرق على باب غرفتها عدة مرات وهو يقول بصرامة
كفاية جنان يا نورا و اقفلي الزفت ده.
تتآففت بضيق ولم تعيره اهتمام لتجده يفتح باب الغرفة ثم وجه حديثه إلي يارا التي كانت توقفها عما تفعل وهو ينظر إلى نورا بحدة
ممكن تسيبينا لوحدنا يا يارا.
أومأت له يارا برأسها ثم خرجت تاركة إياهم ليغلق الباب خلفها وهو لا يزال ينظر إلى نورا لتبلع ريقها ثم صاحت بتعثلم
أنت قفلت ليه! لو سمحت .. افتح الباب وأخرج برا.
نظر لها باستخفاف
وافتح الباب ليه هو انتي مش كنتي جريئة من شوية و مسمعتيش الكلام.
اتسعت زرقاوتاها عندما وجدته يخطو نحوها لتأخذ عدة خطوات إلى الخلف حتي ارتطم ظهرها بالحائط ليهمس وهو يبتعد عنها بضع انشات فقط
ايه يا نوري القطة كلت لسانك ولا ايه وبعدين مش لابسة اسود ليه مش المفروض لما تبقي زعلانة على جوزك تفضلي لابسة أسود مدة وايه التصرفات العبيطة بتاعتك دي!.
ضيقت عيناها وهي تنظر إليه لتقول بتحفز
دا لما اكون زعلانة عشان مۏته بس بالعكس أنا مبسوطة كدا اوي ... أبعد كدا.
دفعته بقبضتها الصغيرة بينما هو لم يتحرك ولو مقدار أنملة لتزفر هي في انزعاج
أنت عايز ايه دلوقتي!.
نظر لها بتفحص ثم تحدث بهدوء وهو يمرر سبابته على وجنتها
عايزك تبطلي غباء و بلاش تصرفات العيال بتاعتك دي.
لتقول هي بنفاذ صبر
غباء و تصرفات عيال لا أنت كدا زودتها أوي و إياك تقرب اكتر من كدا والله اصوت والم عليك اللي في القصر كلهم وانا بقولك اهو انا هعمل اللي انا عايزاه فاهم.
لم يبالي لكلامها إنما ظل ينظر إلى وجهها الذي أصبح يحفظه عن ظهر قلب بتمعن ثم أعطي لها ظهره مغادرا الغرفة لتتنفس نورا الصعداء حتي تهدأ نفسها.
بينما فتح باب غرفته
ليجد ديما تغلى من شدة الغيرة وهي تهز قدمها ثم تحدثت بغيرة و حقد مكتوم
عيب أوي يا مراد لما تدخل أوضة ست الحسن و الجمال وتقفل الباب لو حد شافك يقول إيه.
ليجيبها مراد ببرود وهو يريح جسده على السرير
مش مهم كلام الناس و خليكي في نفسك.
تمتمت پحقد
حازم الزفت ېموت و تظهر العقربة دي كمان بس وديني هخلص منها.
لتذهب من الغرفة عازمة على تتخلص من نورا توجهت نحو باب غرفتها لتفتحه بقوة دون أن تطرق لتنظر لها نورا بأنزعاج رافعة أحدي حاجبيها
ايه قلة الذوق دي انتي ازاي تدخلى بالطريقة
دي.
ابتسمت