الوزير والفقير
انت في الصفحة 2 من صفحتين
الملك عليه أعلمه إن عجز على الجواب فسيفقد رأسه رضخ الفقير فليس في الأمر حيلة سأله الوزير أين يوجد وجه الله فكر الفقير قليلا ثم طلب من الملك أن يأمر بإحضار شمعة فلما جاءوا بها أشعلها ووضعها أمامه ثم سأله أين نور الشمعة أجاب الملك في كل الجهات فالټفت الفقير إلى الوزير وأجابه وجه الله نور وهو في كل مكان. فأعجب الملك بجوابه أيما إعجاب وأجزل له العطاء فأخذ المال وخرج مزهوا بنصره ازداد ضيق الوزير وأمضى ليلته في أسوء حال.
ولكن لم يلبث أن حزم أمره ومال على الملك وقال إن ذلك الفقير هو مشعوذ بارع في الكلام ولقد حان الوقت ليسترجع ما أعطاه له ويعاقبه على مكرهإقتنع الملك وأرسل في طلبه لما حضر الفقير قال له للوزير سؤال أخير فإما أن أهبك بستانا من النخيل أو أعلق رأسك على باب المدينة !!! أيقن الفقير أنه لن ينجو هذه المرة فطلب أن يصلي ركعتين وعندما أتم صلاته أحس بالثقة في نفسه ولاح عليه التصميم ولما أعاد عليه الملك الشرط أكد بحزم موافقته وقال للوزير هات ما عندك !!!.عندئذ سأله ما هو عمل الله لم يجب الفقير وفرح الوزير وقال في نفسه هذه المرة وقعت ليس في كل مرة تسلم الجرة !!!لكن الفقير الټفت إلى الملك وسأله أن يعطيه الأمان فأومئ له برأسه فطلب منه أن يأمر الوزير بخلع ثيابه فأمره بذلك دهش الوزير وارتبك محاولا التملص ولكن الملك أشار عليه بعدم النقاش ففعل و خلع الفقير ثيابه وألقاها على الوزير ثم طلب منه إرتدائها فأمره الملك أن يرتدي ثياب الفقير فتردد الوزير ثم تبسم واصطنع المزاح ولكن الملك نظر إليه بحدة فلم يجد بدا من الانصياع فارتدى ثيابه و لبس الفقير ثياب الوزير .
فأعجب الملك بذكاء الفقير وقال له لقد رضيت بحكم الله فأنت منذ اليوم وزيري فبهت الوزير وصعق وقبل أن ينطق بشيئ أمر الملك الجند أن يجلدوه عشرين چلدة على لؤمه ثم الټفت إلى الفقير وقال له أهنأك على فطنتك فالدنيا ظالمة وعندما جاء حظك عرفنا قيمتك وبان لنا معدنك أما الوزير فلم يحمد الله وإستكثر عليك رزقك فأخذ الله منه النعمة لا شيئ يدوم هكذا هو الحالوسعد
من فعل خير في دنياه.