احد الشيوخ
انت في الصفحة 1 من صفحتين
رجل من شيوخ الكتاب يدعى الهبيري فقد عمله فتوجه إلى أحمد بن خالد وزير المأمون باعتباره كان كاتبا في أول أمره ويعرف قدر صاحبه الهبيري في الكتابة ولكن أحمد كان يستثقله فتغافل عنه فصار الهبيري يلازم الوزير في مقره حتى أمر الوزير بحجبه فصار يقف بدابته على باب بيت الوزير كل صباح ومساء حتى تضايق منه الوزير فدعا كاتبه وأمره أن يقابل الهبيري وأن يخبره أنه لا عمل له عند الوزير وأن الوزير لا يحب أن يراه قريبا منه وعليه أن يمتنع عن المجيء إليه بيد أن كاتب الوزير ولعلمه بقدر الهبيري استحيا أن يبلغه الرسالة فحمل معه خمسة آلاف درهم من ماله الخاص وتوجه به إليه.
فلما سمع الهبيري ذلك استشاط ڠضبا وقال جعلني أحمد بن خالد من الشحاذين والله لا قبلت منه شيئا فتغيظ الكاتب وقال للهبيري اسمع والله إن هذه النفقة ما بعث بها الوزير! وإنما هي من مالي الخاص جئت بها صيانة لك وله أما الوزير فيبلغك كذا وكذا وقص عليه أمر الوزير كاملا فقال الهبيري أما أنت فأحسن الله جزاءك ولا أقبل مالا منك ولا منه ولكنني أنشدك الله كما بلغتني رسالته تامة أن تبلغه رسالتي تامة قال الكاتب أفعل إن شاء الله
وذلك