الفتاه والفارس
انت في الصفحة 2 من صفحتين
وبيوم من الأيام صارحها الشاب بمدى صدق حبه لها وأنه لا يستطيع أن يتخيل حياته دونها، وسألها أن يتقدم بطلب الزواج منها فور عودة أهلها من السفر، لكن الفتاة خاڤت من سؤال أهلها كيف تعرف عليها وكيف تعرفت عليه وخاصة هو من مدينة تبعد كليا عنهم، فرفضت الفكرة نهائيا وتحججت بدراستها التي تود أن تكملها.
وبيوم من الأيام أخبرها الشاب بأنه قد جاء خصيصا لمدينتها من أجل رؤيتها ورؤية صورتها، وأنه لن يغادر مدينتها إلا بعد رؤيتها، في البداية رفضت الفتاة وبشدة إلا أنه استطاع في النهاية أن يقنعها، فاستأذنت من عمتها بحجة أنها ذاهبة لرؤية صديقة لها، وذهبت لرؤيته مثلما طلب، وأول ما رأته وجدت فيه من الجمال ما لا يستطيع امرئ وصفه، إنه حقا كفارس أحلام أي فتاة، باعتقادها أن كل فتاة تراه تتمناه زوجا لها، وهو أيضا استحسنها كثيرا وأصر على مقابلة أهلها فور وصولهم من السفر.
وتجددت المقابلة مرة أخرى، ومرة ثالثة وبهذه المرة انجرفا كلاهما في طريق الشيطان الذي سول لهما وكادا، خسړت الفتاة أكثر شيء تعتز بامتلاكه، ندم الشاب ندما شديدا على ما فعل بها ولكنه وعدها بنه لن يتركها وأنه سيتزوجها، كان بكل يوم يتصل بها ليطمئن عليها بعدما حدث، يطمئن على صحتها وكيف أصبحت وكيف أمست، ولكن لمدة أسبوع كامل انقطع اتصاله وبدأت هي من تتصل عليه ولكن دون جدوى، وفور انتهاء الأسبوع عاد ليتصل بها وطلب مقابلتها.
رأت في عينيه حزنا دفينا، وعندما سألته عن السبب شرعت عيناه في إسقاط الدموع ولكنه حاول أن يخبأها، ومع إصرار الفتاة الشديد على المعرفة أخبرها قائلا: “لقد اكتشفت الأسبوع الماضي عن طريق الصدفة أنني مصاپ بمرض خطېر، ولا أعلم كيف فعلت بكِ هكذا، يشهد ربي أنني لم أحب فتاة طوال عمري إلا أنتِ، وليكتوي قلبي بشدة أن الفتاة التي أحبها أنا بنفسي من أقودها معي لطريق الهلاك”، فهمت الفتاة أنه أصيب بمرض الإيدز من علاقاته الماضية ببلاد الأجانب، وأنه قد انتقل إليها، ولا تعلم حتى الآن كيف تخبر أهلها عن المصېبة الواقعة فيها، ويا لحسرة قلبها عن مدى الظلم التي ألحقته بنفسها وبأهلها معها.
تمت…