كان يامكان
على فقراء القرية والمحتاجين فيها. ولم ترد فقيرة تذهب إليها في بيتها من غير أن تساعدها وتعطيها ما تحتاج إليه. وفي ليلة قمرية من الليالي كان في بيت عمدتنا حفل عيد ميلاد لابنته الواحدة أمينة. فدخل الساحر بيت العمدة مختبئا في مظهره مع المدعوين من الأقارب ولم يحس به أحد. وكان الجميع معجبين بالآنسة أمينة. وفجأة حدثت زوبعة شديدة داخل البيت فاضطرب الحاضرون وشغلوا بالزوبعة وتغيرت صورة الساحر. واختبأت بنت العمدة وحملها الساحر وطار بها في السماء وأخذها إلى غابته المسحورة. وحار الجميع في الأمر وعجبوا كل العجب ولم يروا أمامهم إلا سحبا كثيفة سوداء. ولم يعرفوا ماذا يفعلون. وقد حدثت ضجة في القرية. وانتشر الخبر فيها سريعا وجرى العمدة وأقاربه ومن عنده من الحرس. وخرج كثيرون من القرية للبحث عن الفتاة المحبوبة التي خطڤها الساحر وخاطروا بحياتهم لإنقاذها وإعادتها إلى أهلها. ووصلوا إلى مدخل الغابة ومعهم أسلحتهم ولكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا ورجعوا جميعا مهزومين. ولم يمكنهم أن يتغلبوا على ذلك الساحر الشيطان فقد قوبلوا عند وصولهم بزوبعة فظيعة فتفرقوا وتاه بعضهم. ورجعوا بدونها إلى القرية بعد أيام ولم يتمكنوا من دخول الغابة السوداء. وعادوا أقل عددا مما ذهبوا. تألم نبيل كل الألم واغتاظ كل الغيظ واحمرت عيناه بعد أن سمع تلك القصة ونسي كل شيء
أجابه الراعي إن عند مدخل الغابة ثلاثة من الطيور الكبيرة البيضاء تحرس الباب وتطير حوله وتراقب كل من يحوم حول الغابة أو يقترب منها. فإذا رأت أحدا غريبا أخبرت الساحر في الحال ويظن بعض الناس أن تلك الطيور هي التي تعمل الزوابع والعواصف بأجنحتها إذا أراد الساحر. فاتعظ يا بني واستمع النصيحة وابتعد عن ذلك المكان الخطړ فلن تسمح لك الطيور الثلاثة بالدخول. تألم نبيل مما سمع وإجابة عن هذه النصيحة طلع فوق الشجرة وقطع فرعا منها وصنع منه بالسکين الذي في جيبه قوسا وسهما ليدافع بهما عن نفسه وقال للراعي لا تخف علي وانتظر كل يوم رجوعي إليك. وتأكد أني سأحضر لك معي عروسك التي خطفت أو أخبارا عنها على الأقل إذا رجعت ثانية. حزن الراعي لفراق نبيل وخاف عليه ودعا له بالنجاح في مغامرته وودعه نبيل وسار في طريقه إلى الغابة السوداء. واستمر في سيره حتى رآها عن
بعد. ورأى الطيور الثلاثة الكبيرة